( زهرة العيد ) قصة قصيرة
من يستطيع أن يتحول لزهرة ؟
أن يرى وهج قلبها النابض بالحب
أنا
حاولت الولوج إلى أعماقها
دخلت بين أغصانها وتقوقعت داخل غلافها المخملي
عند بائع الزهور العابق بعطور الفرح
إنتظرت من سيرى حسني وجمالي ليبتاعني
جاء عاشق ولهان
إبتاع الزهور المتلاصقين لقلبي
أما أنا فلا
ثم جاء زوج يحمل السيجار العابق بالترف
حينها تمنيت فعلا" أن لا يختارني
وهكذا حصل ..لم يستطع رؤية الندى على أحلامي
إنتظرت
خلف البلور الصافي
رأيت وجها" صبور المعاني
مشتت النظرات يمشي وخلفه بقايا أحزان
من دون أن أدري
علمت مسبقا" بأنه من سيمتلكني
إقترب مني نظر نظرة ملية ثم سار نحو أخوتي في الأناء المخملي الأحمر
تململت غمرت أشواكي المتلهفة لرحلة العيد
ثم عاد إلتفت نحوي
لامس أوراقي فارتجفت
خجلت وشاحت عطرها نحو عمق التراب
سأل البائع هل باستطاعتك أن تضع لي تلك الزهرة
بين أوراق الرياحيين؟
تعجب البائع اليوم عيد الحب وتسائل لما الرياحيين
قال أكيد !!
برقة غير معهودة من يد خشنة
حملني على نعش أنامله
وكأنني ملكة تتوج للمرة الأولى
كان الورق الأخضر إكليل غار يرافق أضلعي الرقيقة
وحول خاصرتي لفني بسولوفان باذخ الجودة
وربطني بتؤدة بشريط قاني اللون
وبدأت حينها رحلة الفرح
لأرى الفرحة على وجه من ستتقدم له هديتي عربون للحب..
كنت أسمع البسملله طوال الطريق
أزقة هادئة وشوشات السرو كانت الشاهد على مشيته الرتيبة ..
وصلنا المكان ؛ هدوء شمس ناعسة تتسلل بعشق
سمعته يقول
وجدت لك شيء جميل يشبهك حبيبتي
وضعني على رخام يتنهد بحب
ترقرت دمعته في حضرة جمالي
وعلمت بأنني
أحمل رسالة الحنين والشوق
لم أعد أشعر بشيء
سوى
بروحين ألتقيا بين أجزائي
نفضت عطري مرات ومرات
حتى أسدل الليل وشاحه
لتعود السكينة تهرول في المكان
في هيبة وخشوع
وهكذا كان الحب يرشح من قلب زهرة
غفت بصفاء ونعيم .
سهى زهرالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق