(رشفة الشاي الأخيرة )(قصة قصيرة )
بخفة ، طلبت من إبنتي تحضير كوبا"من الشاي ،لعله يمحي من رأسي الوجع المتكرر ،أخذت شالي الصوفي وغفوت على أريكتي الرمادية،
صوت الأطباق يرافقني وموسيقى بعيدة تترنح على وسادتي ، في غرفة الجلوس صوت التلفاز يزداد فأسمع ابنتي تقول (ماما نايمة وطي الصوت )قلت لأبني لا بأس وأنا أتمشى في الصالون "لم يسمعني " لم يهتم تعجبت !!
عندها أخذت كتابي لأقرأ من جديد وأنا منهمكة في تحليل قراءاتي سمعت إبنتي تنادي(يلا فييق ماما خلص الشاي )قلت لأبني اعطني الشاي أنا هنا "لم يسمعني " دخل غرفتي وانا جاهدة احاول ان اقول له انا هنا ..لست نائمة
ماما ..ماما يلا فيقي ...ماما ماما وانا أمامه اقول له إني أسمعك لكن هو لم يسمعني لم يراني..
نظرت فوجدت جسدي نائما" بلا حراك !! علا الصوت داخل البيت الجميع ينده ماما ..
وانا كنت هناك والله كانت روحي هناك..
الجميع تجمهر حولي وبدأ الهمس (ماتت ) لا لا انا هنا ...
أنظروا ها هو شعري الأشقر يلاحق الريح
.ها هو ردائي الأبيض يتدلى كالياسمين ..
علمت..بأن روحي قد رحلت ..وأصبحت أراهم كيف يغسلون نقاء قلبي كيف يلفحون وجهي بالبخور سمعت من يقول ..كفنوها بالورد ..لا حيل لي بكيت وانا أقبل وجه كل أحبابي
أكثر ما أحرق قلبي وجه أبي الحزين كيف كان منحنيا" يتمتم ويقول راحت الحنونة
و أمي الثكلى تقبل جسدي تتمتم كلمات لا افهمها
وبدأت الصلاة ..لا إلاه إلا الله ..
عندها احسست بارتجاجات الكون وهم يحملون نعشي
وصوت يقول ماما خلص الشاي يلا فيقي ..توهجت عيوني إستفقت من حلم كان ما وراء الحياة ...شهقت أنفاسي لتلتقط الروح من جديد ، عادت لي الحياة ،شربت من كوب أحزاني رشفة ؛رميت أفكاري البالية. غمرت أولادي وبدأت عمر جديد ..فكر جديد ..ملؤه الفرح والإيمان .......
سهى زهرالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق