الاثنين، 6 نوفمبر 2017






قصة حرف 

















تمنيت من طول ما عانيت ... 
أن أُُرزَقَ سميراً من الفضلاء ...
 ليُقَصِّرَ طول ليلتي الليلاء ...
 فما انقضت أمنيتي .. ولا أغمضت مقلتي ... 
حتى قرع الباب قارع ..
 له صوت خاشع .. 
فقلت في نفسي : لعل غرس التمني قد أثمر ... 
 وليل الحظ قد أقمر ... 
فنهضت إليه عجلان .. 
وقلت : من الطارق الآن ؟؟ 
فقال : حرف غريب أجنّه الليل .. 
وغشيه السيل .. ويبتغى الإيواء لا غير ..
 وإذا أصبح تقدم للسير ... 
ففتحت الباب بابتسام ... وقلت ادخلوها بسلام ... 
فسلم تسليم أديب أريب .. وحاور محاورة قريب لا غريب .. 
ثم شكر على تلبية صوته .. والطروق في غير وقته ...
 فقلت له : ما الذي ساقك هذا المساق ؟؟ وأنت بهذا الإملاق !!!
 فقال : أخرجتني من الدار .. فمالي في الأرض من قرار ..
 فجعلت ديدني الأسفار ..
 قلت : ومن تكون ؟؟ .. 
فقال : من طُبِعت في قالب الجمال .. وألبست من الحسن حُلَّةَ الكمال .. 
فقلت : فهل من وصال ؟؟
 فقال : نعق بيننا غراب البين .. وفارقته مفارقة الجفن للعين .. 
فتسامرنا عامّة الليل .. وهو يهدر في وصف حسنها كالسيل ..
 حتى تعلقت بشئ من هواها .. وكان ليس في الأرض امرأة سواها ...
 فلما لاح الصباح .. وأطفأت المصباح ...
 ودّعني وذهب ... وأودعني اللهب .









  إياد الصاوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق